الأزهر يحذر من استهداف داعش للمسيحيين تزامناً مع الأعياد
الأزهر يحذر من استهداف داعش للمسيحيين تزامناً مع الأعياد
حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من تهديدات إرهابية جديدة أعلنها تنظيم داعش الإرهابي، تزامناً مع احتفالات العالم ببداية السنة الميلادية الجديدة.
تأتي تلك التحذيرات عقب تهديدات التنظيم الإرهابي بتحويل أعياد المسيحيين حول العالم إلى جنائز، بحسب قوله.
وأكد مرصد الأزهر في تقرير له، أن “تنظيم داعش الإرهابي، وضع بابا الفاتيكان هدفاً رئيسياً له خلال الفترة المقبلة، وهو ما يرجح احتمالية شن التنظيم لهجمات إرهابية ضد الكنائس، مستغلاً وجود المسيحيين بها احتفالاً بأعيادهم الدينية”.
وأشار المرصد إلى أن التنظيم الإرهابي حرض المسلمين على عدم التعامل مع المسيحيين، متعللاً بأن ما أسماهم بـ”المسيحيين المعاصرين يحاربون الإسلام وأهله”.
وأكد مرصد الأزهر خلال تحليل منشورات “داعش”، أن «التنظيم انتهج مؤخراً استراتيجية التهديد معتمداً على وجوده الإلكتروني وذئابه المنفردة ممن يؤيدون أيديولوجيته، وهو ما يدلّ على حالة الإفلاس التي يعاني منها التنظيم الإرهابي بعد الضربات العسكرية التي أوقعت عدداً كبيراً من عناصره، إلا أن ذلك لا ينفي الخطورة التي ما زال يشكلّها التنظيم بسبب عناصره المتخفية المنتشرة حول العالم ويدينون بالولاء له».
ودعا المرصد، لاتخاذ كل التدابير الوقائية الممكنة لإفشال خطط التنظيم الإرهابي، قائلاً إن “اتخاذ التدابير الأمنية لتأمين الاحتفالات التي تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً أمر ضروري لإفشال خطط التنظيمات الإرهابية التي تستغل تلك التجمعات، لتوجيه ضربات تسجّل عدد ضحايا أكبر مقارنة بالعمليات الفردية، ولعل ما شهدناه من استهداف للمصلين بكنائس سريلانكا عام 2019 خير شاهد على توجه أهداف التنظيمات الإرهابية وتحركاتها”.
وكان شيخ الأزهر، الإمام الأكبر أحمد الطيب، قد هنأ الخميس الماضي، الطوائف المسيحية بأعياد الميلاد.
وقال الطيب في منشور عبر حسابه بـ”تويتر”: “خالص التهاني بأعياد الميلاد إلى الأصدقاء: البابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس الأساقفة جاستن ويلبي، البطريرك برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والإخوة المسيحيين في الشرق والغرب، سائلا الله تعالى أن يشمل عالمنا بالسلام والمحبة والأخوة، وأن يجنبنا ويلات الحروب والكراهية”.
وشدد شيخ الأزهر أن «من يحرِّمون تهنئة المسيحيين بأعيادهم، غير مطلعين على فلسفة الإسلام في التعامل مع الآخر بشكل عام، ومع المسيحيين بشكل خاص، والتي بينها لنا الخالق عز وجل في قوله: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)، وبينها لنا أيضاً سبحانه وتعالى في قوله: (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً)، وإذا قرأنا كلام المفسرين والمحدثين في هذا الجانب، فسنجد أنهم وصفوا المسيحيين بأنهم أهل رأفة ورحمة وشهامة، وأنهم لا يحملون ضغينة، وأن هذه الصفات مستمرة فيهم إلى يوم القيامة، وهذا الكلام موجود في أمهات الكتب التي يدرسها الأزهر لطلابه».
والأربعاء، صرح شيخ الأزهر بأنه لا محل ولا مجال أن يُطلق على المسيحيين أنهم أهل ذمة، وأكد أنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ورفض أي حديث عن الجزية، باعتبار أنه «كان لها سياق تاريخي وانتهى».
ونبَّه شيخ الأزهر إلى أن المواطنة لا تتوقف عند اختلاف دين أو اختلاف مذهب، فالكل متساوون في الحقوق والواجبات، والجميع سواسية أمام القانون في الدولة، وعلى الجميع أن يدافعوا عن هذا الوطن ويتحملوا المسؤولية الكاملة.